واندلعت عشرات الحرائق علی نطاق لم یسبق له مثیل علی امتداد ما یربو علی أربعة ملایین فدان فی ولایات أوریجون وکالیفورنیا وواشنطن منذ أغسطس آب، مما أتی علی عدد من البلدات الصغیرة ودمر آلاف المنازل وأودی بحیاة ما لا یقل عن 35.
وملأت الحرائق أیضا هواء المنطقة بمستویات ضارة من الدخان الأسود فی حین أدت إلی تفاقم أزمة الصحة العامة التی تسبب بها بالفعل جائحة فیروس کورونا.
وأکدت السلطات عشر حالات وفاة خلال الأیام السبعة الماضیة فی ولایة أوریجون وحدها، وهی أحدث نقطة ساخنة فی حرائق صیفیة أکبر مصحوبة بعواصف رعدیة کارثیة وموجات حرارة قیاسیة وریاح شدیدة.
وخلال عطلة نهایة الأسبوع کان الطقس أکثر برودة ورطوبة وکانت الریاح أقل حدة، مما مکن رجال الإطفاء المنهکین من تحقیق تقدم فی جهودهم للتغلب علی الحرائق.
وحذر مسؤولو الإطفاء من أن المعرکة لم تنته بعد. فقد تجلب العواصف الرعدیة المتوقعة فی وقت لاحق من الأسبوع أمطارا تشتد الحاجة إلیها لکنها قد تجلب مزیدا من الصواعق أیضا. کما استعد المسؤولون لزیادة أعداد الوفیات.
وفی حین جابت فرق الإنقاذ أنقاض المساکن التی اجتاحتها النیران وسط عملیات إخلاء فوضویة الأسبوع الماضی، قالت سلطات إدارة الطوارئ فی ولایة أوریجون إنها لم تعثر إلی الآن علی 22 مفقودا.
ولقی ما لا یقل عن 20 شخصا حتفهم فی حرائق الغابات فی کالیفورنیا منذ منتصف أغسطس آب، وتأکدت وفاة واحدة فی ولایة واشنطن.
تغیر المناخ و الانتخابات الرئاسية الأمريكية
بایدن، المرشح الدیمقراطی لانتخابات الرئاسة الذی انتقده الجمهوریون بسبب عدم زیارته لمناطق الکوارث، تحدث من ولایته فی دیلاویر عن تهدید الظواهر الجویة المتکررة بشکل متزاید التی یقول العلماء إنها دلیل علی أن تغیر المناخ یغذی اشتعال الحرائق.
والتقی ترامب برجال إطفاء ومسؤولین فی کالیفورنیا بعد أن انتقد الدیمقراطیون الرئیس الجمهوری بسبب التزامه الصمت إزاء حرائق الغابات.
وعندما سأله أحد الصحفیین عما إذا کان تغیر المناخ عاملا وراء الحرائق، قال ترامب "أعتقد أن هذا یتعلق أکثر بالإدارة". وأکد ترامب أن البلدان الأخری "لیس لدیها هذه المشکلة"، دون أن یأتی علی ذکر حرائق الغابات الکبیرة التی اندلعت فی أماکن أخری فی شتی أرجاء العالم فی السنوات الأخیرة، من جنوب أوروبا إلی أسترالیا وسیبیریا.
وسعی الرئیس وإدارته إلی إلقاء اللوم فی حرائق الغابات الکبیرة علی مسؤولی الولایات.
وقال ترامب إن تحسین إدارة الغابات أمر یمکن تحقیقه سریعا فی حین أن تغیر المناخ سیستغرق المزید من الوقت ویتطلب تعاونا دولیا قال إن العالم یفتقر إلیه.
وقال بعد هبوطه فی ماکلیلان بارک بولایة کالیفورنیا "عندما تتطرق لموضوع تغیر المناخ، حسنا، هل ستغیر الهند أسالیبها؟ وهل ستغیر الصین أسالیبها؟ وروسیا؟ هل ستغیر روسیا أسالیبها؟".
وأشار ترامب إلی تغیر المناخ باعتباره "خدعة"، وفی عام 2017 قرر انسحاب الولایات المتحدة من اتفاقیة باریس التی وضعت نهجا دولیا للتعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراری. لکن بایدن أدرج تغیر المناخ علی قائمته للأزمات الکبری التی تواجه الولایات المتحدة.
وقال بایدن "إذا کان لدینا أربع سنوات أخری من إنکار ترامب للمناخ، فکم عدد الضواحی التی ستأتی علیها حرائق الغابات؟ کم عدد الأحیاء التی ستغمرها المیاه؟".
انتقد جو بایدن الرئیس الأمریکی دونالد ترامب یوم الاثنین لعدم اعترافه بدور ارتفاع درجات حرارة الأرض فی حرائق الغابات التی تجتاح الغرب الأمریکی فی حین قال ترامب إن الأزمة ناجمة عن التراخی فی إدارة الغابات.
المتعلقات من الأرشيف
