في حوار خاص على قناة الميادين،
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يقول إن القاسم المشترك بين حماس وحزب الله استراتيجي جداً، ويؤكّد أن نتائج المعركة المقبلة مع الاحتلال غير مسبوقة عسكرياً وجغرافياً، ويأمل إنهاء كل الخلافات في الملفات الكبيرة مع حركة فتح في فترة قريبة.
وکالة الاذاعة و التلفزة الایرانیة للأنباء- فلسطین
قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري إن الأعداء والأصدقاء يراقبون نتائج مؤتمر الأمناء العاميين للفصائل الفلسطينية، وأكّد ألاّ ضمانات لنجاح مسار المصالحة، "لكن ليس لدينا خيارات أخرى وسط ما تتعرض له القضية الفلسطينية".
وفي حوار خاص على قناة الميادين اليوم الإثنين، اعتبر العاروري أن هناك ثلاث خطوات شكلّت طعنات في الظهر تمثلت بصفقة القرن وخطة الضم والتطبيع مع الاحتلال، مؤكّداً أن المقاومة وفرض الأمر الواقع يحصنان الحق الفلسطيني، ولا سيما أن أميركا تريد فرض صفقة القرن.
وعن اجتماع الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية في رام الله وبيروت وكيفية ترجمته واقعاً، قال العاروري اتفقنا على ثلاثة مسارات عبر لجان لتفعيل المقاومة الشعبية وتطوير منظمة التحرير وإنهاء الانقسام، وكشف كذلك أن حركة حماس بادرت بالاتصال بفتح والرئيس عباس لمواجهة صفقة القرن والرد كان إيجابياً.
وأضاف أن الخلافات بين "حماس" و"فتح" سياسية وليست شخصية و"بدأنا بالعمل ميدانيا معاً"، و أكّد أنه لولا انتشار وباء كورونا لاجتمع الأمناء العامون في مكان واحد.
وأضاف العاروري "نحن على تواصل يومي مع حركة "فتح"، ونبلور حالياً صيغة نهائية لآليات العمل".
وأشار إلى أن البيان الختامي للمؤتمر ثبّت أن "شعبنا من حقه استخدام المقاومة الشاملة وتوافقنا حالياً على المقاومة الشعبية في الضفة، مؤكداً أن المقاومة الشعبية السلمية تكون تصعيدية وفقاً لرد فعل الاحتلال ضد المسيرات والفعاليات.
وعن قطاع غزة، اعتبر العاروري أن التصعيد والتهدئة في غزة غير مرتبطين بالاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي إنما متكرران، وهذا شكلٌ من أشكال المعركة المستمرة مع الاحتلال، وأضاف "وصلنا إلى مرحلة من الضغط على غزة، ونحن غير مستعدين لتحملها لقد كنّا مستعدين لمعركة مفتوحة"، وأوضح كيف يساهم تشديد الضغط على الشعب والحصار وانتشار فيروس كورونا تعجل المعركة مع الاحتلال.
"حماس" تعرف ماذا تعد المقاومة للمعركة المقبلة
العاروري أكّد على الثقة بالشعب الفلسطيني،" وقال لدينا ثقة بشعبنا والمعركة المقبلة ستكون مختلفة عن أي حرب سابقة وسيدفع الاحتلال ثمناً غير مسبوق، مؤكّداً أنه في حال حصول مواجهة ستكون كل الجبهة الداخلية الإسرائيلية ضمن المعركة.
وأكّد أن "حماس" تعرف ماذا تعد المقاومة للمعركة المقبلة وستكون نتائج المعركة المقبلة غير مسبوقة عسكرياً وجغرافياً.
وكشف العاروري أن روسيا أبلغت حماس رغبتها بعقد اجتماع للفصائل في موسكو ونحن جاهزون، "ولذلك نريد أن تكون لجنة المصالحة المشتركة في سياق الدعوة الروسية للفصائل الفلسطينية"، وأضاف "نلمس تأييداً لكل الجهود التوافقية الفلسطينية من قبل روسيا والصين والأوروبيين وكل أصدقاء الشعب الفلسطيني".
وأمل العاروري بإنهاء كل الخلافات في الملفات الكبيرة مع حركة فتح في فترة قريبة، وأضاف "متفقون مع فتح على إجراء انتخابات عامة على قانون النسبية الشاملة لتجديد الشرعية الفلسطينية.
والانتخابات العامة، بحسب العاروري، ستوجد شرعية فلسطينية لا يمكن لأحد تجاوزها، ويمكن أن نتوافق مع فتح والفصائل على شخصية الرئيس المقبل.
وكشف أن تركيا وقطر ومصر ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، شجعوا على عقد مؤتمر الأمناء العاميين للفصائل، وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتصل بعباس أثناء اجتماعه بقيادة حماس وأبلغه استعداد أنقرة المساعدة في التوافق الفلسطيني.
وأكّد العاروري عدم وجود ضغوط إقليمية على حماس لمنع عقد لقاءات مع فتح، إنما تشجيع للتقارب أكثر، وقال إن الإخوة في مصر طلبوا أن تجتمع القيادات الفلسطينية في القاهرة وعلاقتنا بالقيادة المصرية لم تتغير أو تنقطع.
القاسم المشترك بين "حماس" وحزب الله استراتيجي جداً
أما عن موقف حزب الله، فقال العاروري إن موقف الحزب ممثلاً بالسيد حسن نصر الله داعم بقوة للتوافق الفلسطيني ويتمنى تقدماً في مسار المصالحة الفلسطينية، معتبراً أن القاسم المشترك بين حماس وحزب الله استراتيجي جداً، ورؤيتنا تجاه الأدوار الدولية والإقليمية هي نفسها، وأضاف "نحن متفقون مع حزب الله في الخطوط العريضة لكل الأمور في الإقليم وفي تشخيص المخاطر ضد المقاومة".
وعن فحوى اللقاء مع أمين عام حزب الله، قال العاروري "ناقشنا مع السيد نصر الله أوضاع القدس وصفقة القرن وخطة الضم وجهود المصالحة الفلسطينية"، وأضاف "لدينا قناعة مشتركة مع حزب الله بأن احتمال المواجهة مع الاحتلال قائم في أي وقت"، وأكّد في هذا السياق على أن حزب الله داعم تاريخي للمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها ولم يتوقف أبداً. وتابع أن "التنسيق بين حماس وحزب الله وطهران استراتيجي وعلى الأصعدة كافة وبكل المستويات".
"القسّام" مع أي مصالحة لا تمس بنية المقاومة العسكرية
وعن كتائب القسّام، قال العاروري إن حماس منظومة لها هياكل وكتائب القسام هي قلب الحركة، وهم جزء من صناعة القرار وهم داعمون للمصالحة الفلسطينية، وأكّد أن كتائب القسام مع أي مصالحة فلسطينية لا تمس بنية المقاومة العسكرية وسلاحها، وأن فصائل المقاومة في غزة تنسق فيما بينها عبر غرفة العمليات المشتركة وتدعم التوافق الفلسطيني.
وحول زيارة مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، أكّد أن الوفد الفلسطيني التقى كل الجهات الرسمية والحزبية اللبنانية ومن ضمنهم تيار المستقبل، وقال العاروري كان لدينا تخوف من فيروس كورونا في أي فعاليات شعبية في المخيمات لاستقبال هنية، وأضاف أن الأخير حسم الأمر بزيارة مخيم عين الحلوة وهو لا يهدف لتسجيل نقاط على فتح، مؤكداً أن مشهد هنية في المخيم كان وحدوياً وحركة فتح شاركت في تأمين الزيارة، مشدداً على أن الزيارة تأكيد لحق العودة ورفض التوطين في لبنان.