طرح قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في خطابه إلى الشعب الإيراني قُبيل انتخابات 18 حزيران/يونيو، نقاطاً عدة حول الانتخابات المقبلة بعد تهنئته بولادة الإمام الرضا (ع). ووصف الانتخابات الرئاسية بأنها «حدث مصيري»، مشيراً إلى خطابه الأخير، ومذكّراً أنّ المبدأ في حضور الشعب في نظام الجمهورية الإسلامية «له أساس وركيزة فكرية مُتقنة». وقال سماحته: «في الجمهورية الإسلامية، الجمهورية جزء والإسلامية جزء، فإذا لم يكن الجمهور حاضراً، لن تتحقق الجمهورية الإسلامية». 
الإمام الخامنئي شرح هدف القوى الشيطانية من إبعاد الناس عن النظام، قائلاً: «منذ شهور ووسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية تبذل قصارى جهدها لجعل مشاركة الناس عند صناديق الاقتراع باهتة... أثبتت التجربة أن كل ما يريده العدو فعل الناس عكسه، وهذه المرة، إن شاء الله، سيتكرر الأمر».  
كما رأى سماحته أن مبدأ المشاركة في الانتخابات أمرٌ أبعد من الذوق السياسي. وفي إشارة إلى الآية 120 من سورة «التوبة»، قال: «أيّ عمل لا يُسعد أعداء الإسلام هو عمل صالح عند الله، والمشاركة في الانتخابات واحدة من هذه الأعمال لأنها تُغضب أعداء النظام الإسلامي».  
كذلك، شدّد قائد الثورة الإسلامية على أن «الانتخابات دليل على حضور الناس في الميدان، فحضور الناس يعني أن الجمهورية الإسلامية تحظى بتأييد شعبي، وهذا له تأثير منقطع النظير في اقتدار الجمهورية الإسلامية، أي لا توجد أداة معزِّزة للاقتدار تُضاهي حضور الناس».  واستدرك: «الأشخاص الذين يُثنون الناس عن المشاركة في الانتخابات يسعون إلى إضعاف النظام لكي يجعلوا البلاد مرتعاً للإرهابيين». 
بناء عليه، استنتج الإمام الخامنئي أن الانخفاض في مشاركة الناس يوجب الازدياد في ضغوط العدو، وقال: «الدعم الشعبي للنظام يجب أن يُستعرض في وجه الأعداء». كما أكّد أن «إيران دولة غنية وقوية»، «والرئيس الذي سوف يُنتخب، خاصة إذا تم انتخابه بتصويت مرتفع، سيكون رئيساً قوياً ويمكنه تأدية أعمال عظيمة... بلدنا لديه كثير من الإمكانات، لكن الاستفادة من هذه الفرص تتطلب أشخاصاً أقوياء يحظون بدعم شعبي كبير».

في معرض تأكيده سلامةَ الانتخابات الإيرانية في المراحل السابقة، لفت سماحته إلى أنّ من الدلائل على نزاهة الانتخابات أنّ «الرؤساء المنتخبين كانت لديهم أذواق سياسية مختلفة في البلاد»، عادّاً ذلك دليلاً على أن الانتخابات الإيرانية «لا تخضع لذوق معين». وفي هذا السياق، وصف الانتخابات المقبلة بأنها «تنافسية»، و«الخلافات الفكرية واللغوية بين المرشحين في المناظرات التلفزيونية دليل على ذلك».
 
وبينما عرّج قائد الثورة الإسلامية على معارضة الأعداء للانتخابات في إيران منذ بداية الثورة الإسلامية واستفتاء الجمهورية الإسلامية، ذكر بعض الدول التي تعمل ضد الجمهورية بالقول: «اللافت أن بعض الدول في منتصف القرن الحادي والعشرين تُدار بصورة قَبَليّة، ولم تصل حتّى رائحة الانتخابات إليها... الناس في هذه الدول لا يعرفون ما هو صندوق الاقتراع أساساً، لكنهم يبثّون البرامج التلفزيونية 24 ساعة ضد انتخاباتنا، ويقولون إن انتخابات إيران ليست ديمقراطيّة».
  
لذلك، دعا الإمام الخامنئي الشباب إلى صناديق الاقتراع، مشدداً على أن «الشباب هم روّاد البلاد ومحرِّكُها، ويجب أن يكونوا على هذه الحال في الانتخابات، فيجب تشجيعهم على المشاركة». كما وصف الشعب الإيراني بأنه قادرٌ حيث استطاع على «أعمال عظيمة مثل الثورة الإسلامية وتشكيل نظام الجمهورية الإسلامية والانتصار في الحرب المفروضة». وفي حين أشار سماحته إلى نجاح الشباب الإيرانيين في صنع لقاح كورونا، رأى أن هذا الأمر من «الإنجازات الأخرى الكبيرة للشعب الإيراني ضد رغبات الأعداء»، إذ «لم ينتظر الأيادي البخيلة للأجانب». كما ذكّر بوصول الشباب الإيرانيين إلى تقنية لإنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 20% لإنتاج الأدوية الإشعاعيّة، قائلاً: «لا يمكن إحباط هذا الشعب... أولئك الذين يقدّمون تحليلات عديمة الجدوى تؤدي إلى اليأس هم مخطئون».

في ختام حديثه، أشار الإمام الخامنئي في توصيته القائمين على إجراء الانتخابات، إلى أربع نقاط: «أولاً يجب أن يتخذوا الترتيبات اللازمة حتماً لسلامة الناس في الذهاب إلى صناديق الاقتراع، إذ يجب ألّا يضرّ هذا الحضور الشعبي بسلامة الناس أبداً، وثانياً لا بدّ من معالجة النقص في أوراق الاقتراع التي لوحظت بالفعل في الانتخابات [السابقة]، فلا تسمحوا بأن تصل أوراق الاقتراع متأخرة أو ألاّ تصل... يُسمع أن الاستعدادات اللازمة لإجراء الانتخابات في الخارج لم تتمّ على النحو المطلوب، فأطلب (ثالثاً) من وزارتي الخارجية والداخلية المتابعة الجادّة، وألّا يسمحوا في الدول الأجنبية بأن يكون الإيرانيون الراغبون في المشاركة في الانتخابات غير قادرين على ذلك، ورابعاً يجب التصدّي لأي مخالفة».