قائد الثورة الإسلامیة
أکد قائد الثورة الإسلامیة بان نظام الجمهوریة الإسلامیة ملزم بالتصرف بطریقة تعزّز أصدقاءه وحلفاءه فی المنطقة و هذا الحضور فی المنطقة محسوم، ویجب أن یکون موجوداً، وسیبقى.
وکالة الاذاعة و التلفزة الایرانیة للأنباء- ایران
أشاد قائد الثورة الإسلامیة، الإمام الخامنئی، فی خطاب متلفز ومباشر الیوم الجمعة فی ذکرى انتفاضة أهالی قم التاریخیة ضدّ نظام (الشاه) القمعی، بـ «الحضور الملحمیّ والعفویّ للشعب (الإیرانی) تکریماً للشهید الحاج قاسم سلیمانی والشهید أبو مهدی ورفاقهما»، قائلاً إن هذا الحضور سببه «المشاعر والبصیرة والدوافع العظیمة للشعب، وقد بثّ حیاة جدیدة فی جسد الوطن والشعب».
وأشار الإمام الخامنئی إلى «التجمّع الکبیر والمذهل للشعب العراقی فی ذکرى هؤلاء الشهداء»، قائلاً: «أشکر بإخلاص جمیع الإخوة والأخوات الذین اجتمعوا فی بغداد والمدن العراقیة الأخرى لتکریم وإحیاء ذکرى الشهید أبو مهدی، القائد العراقی البارز، والشهید سلیمانی، الضیف العزیز على الشعب العراقی».
فی الکلمة نفسها، تحدّث سماحته عن حضور الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة «الباعث على الاستقرار فی المنطقة»، منتقداً فی المقابل المشروع الأمریکی «الرامی إلى زعزعة الاستقرار». وقال: «ترى أمریکا مصلحتها فی غیاب الاستقرار. ولأنها لم تسیطر على المنطقة بالکامل، (تسعى إلى) زعزعة استقرارها. هم یقولون هذا بأنفسهم ویعبّرون عنه صراحة». کما استدلّ بقولٍ لخبیر مشهور فی مؤسسة أمریکیة شهیرة، «إنتربرایز»، قال فیه ذلک الخبیر: «لا نرید الاستقرار لإیران والعراق وسوریا ولبنان. لیس إیران فقط (بل) العراق وسوریا ولبنان!».
من هنا، رأى الإمام الخامنئی أن القضیة الأساسیة لیست زعزعة الاستقرار فی هذه البلدان أو العکس، لأن زعزعته «من المسلّمات (الأمریکیة)، لکن کیفیة ذلک هی القضیة... تارةً ما وفی مکان ما عبر داعش، وتارةً عبر فتنة ۲۰۰۹ (فی إیران). یفعلون أشیاء مثل هذه، ومثل التی ترونها فی المنطقة، ثم یأتی مثرثر أمریکی ویقول إن إیران تتسبّب فی ضعضعة الاستقرار فی المنطقة! کلا! بل نحن نتسبب فی الاستقرار، ووقفنا ضد (ما تفعله) أمریکا».
رداً على ذلک، أکّد سماحته أن «حضورنا باعث على الاستقرار»، واستدرک: «ثبت أن حضور الجمهوریة الإسلامیة یزیل ما یسبب فقدان الاستقرار. فی قضیة داعش فی العراق وقضایا مختلفة فی سوریا وما شابه یظهر هذا الحضور الباعث إلى الاستقرار»، مضیفاً: «نظام الجمهوریة الإسلامیة ملزم أیضاً بالتصرف بطریقة تعزّز أصدقاءه وحلفاءه فی المنطقة. هذا الحضور فی المنطقة محسوم، ویجب أن یکون موجوداً، وسیبقى».
فی جزء آخر من خطابه، رأى الإمام الخامنئی أن القدرة الدفاعیة والقوّة الصاروخیة لإیران هی کقضایا أخرى «متکرّرة فی التحدّی بین الجمهوریة الإسلامیة وجبهة الاستکبار»، قائلاً: «لا یحقّ فی نظام الجمهوریة الإسلامیة أن یکون الوضع الدفاعی للبلاد (یصل إلى حدّ) یتمکن فیه شخص عدیم القیمة کصدام حسین من قصف مدینة طهران بالصواریخ، وأن یحلّق بطائراته میغ ۲۵ فوقها ولا نفعل شیئاً! حدث هذا (خلال الحرب المفروضة) ولم تکن لدینا الإمکانات».
وشرح قائد الثورة الإسلامیة: «الیوم قوتنا الدفاعیة کبیرة لدرجة أن أعداءنا یجب أن یأخذوا بالحسبان قدرات إیران. عندما یتمکن صاروخ الجمهوریة الإسلامیة من إسقاط الطائرة المعتدیة الأمریکیة التی دخلت الأجواء الإیرانیة، أو عندما تتمکن الصواریخ الإیرانیة من تدمیر قاعدة عین الأسد بهذه الطریقة، یجب على العدو أن یأخذ هذه القدرة والقوة للبلاد ضمن حساباته لقراراته العسکریة».
وفی قضیة الاتفاق النووی والشروع فی التخصیب بنسبة ۲۰%، قال الإمام الخامنئی: «یثیرون مسألة هل على أمریکا أن تعود إلى الاتفاق أم لا؟ الجمهوریة الإسلامیة لیس لدیها إصرار ولا هی مستعجلةٌ عودة أمریکا، لکن مطلبنا المنطقی هو رفع الحظر وعودة حقوق الشعب المغتصبة، وهذا واجب على أمریکا والأوروبیین التابعین لها». وأضاف: «إن رُفع الحظر، تصیر عودة أمریکا إلى الاتفاق ذات معنى... موضوع الخسائر، وهو أحد مطالبنا، ستجری متابعته فی المراحل المقبلة، لکن بلا رفعٍ للحظر، تکون عودة أمریکا مضرّة بالبلد».
أیضاً فی هذا السیاق، رأى سماحته أن قرار «مجلس الشورى» ومبادرة الحکومة إلى تقلیص جزء آخر من التزامات الاتفاق «صحیح تماماً وعقلانی»، لأنه «لا معنى أن تفی الجمهوریة الإسلامیة بجمیع التزاماتها عندما لا یفی الطرف الآخر بجمیع التزاماته». واستطرد سماحته قائلاً: «إذا عادوا إلى التزاماتهم، سنعود... کما قلت منذ بدایة الاتفاق: یجب أن تکون الإجراءات متقابلة وعملهم والتزامهم مقابل عملنا والتزامنا. هذا لم یحدث فی البدایة، لکن یجب أن یکون الآن».
الإمام الخامنئی شدّد على «تنظیم اقتصادنا والتّخطیط له کی نتمکّن من إدارة البلاد جیداً رغم الحظر»، وقال: «کرّرت هذا مراتٍ وسأکرره الآن. لنفترض أن الحظر لن یُرفع... طبعاً صار الحظر غیر فعّال تدریجیاً لکن لنفترض أنه سیبقى. یجب أن نخطّط لاقتصاد البلد بطریقة لا یواجه فیها مشکلات مع مجیء الحظر وذهابه، ومع ألاعیب العدو».
وفی مناسبة الخطاب، أکد قائد الثورة الإسلامیة «أهمیة انتفاضة التاسع عشر من دی»، لأنه «یمکن أن نرى هذه الانتفاضة... الضربة الأولى للفأس الإبراهیمی على الصنم الکبیر. کانت ضربة الفأس الأولى التی وُجهّت إلى صنم أمریکا الکبیر على ید أهالی قم، واستمرت بعد ذلک».
ثمّ فی الجزء الأخیر من خطابه، تحدّث سماحته عن لقاح کورونا، قائلاً إن اللّقاح الإیرانی «مصدر فخر واعتزاز للبلاد»، مستدرکاً: «إنهم یسیرون نحو صناعة اللّقاح بطرق مختلفة، وقد وصل إلى مرحلة الاختبار على البشر وکان ناجحاً. أشکر جمیع العاملین فی وزارة الصحة وغیرهم ممن شارکوا فی إنتاجه». لکنه أعلن أن «اللّقاحات الأمریکیة والبریطانیة غیر مسموح لها بدخول البلاد»، مضیفاً: «کما قلت للمسؤولین، لا أزال أقول هذا للعموم: لا ثقة بهم ولا اطمئنان إلیهم. ربما یریدون تجربة اللّقاح على دول أخرى لیروا أنه یعمل أم لا. لست متفائلاً بشأن فرنسا أیضاً. السبب أن لدیهم سوابق استعمل فیها دم ملوّث».