اليوم: - 21 November 2024
آخر الاخبار
اليوم: - 21 November 2024
وکالة الاذاعة و التلفزة الایرانیة للأنباء
توصلت دراسة حديثة إلى أن فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 قد يؤدي إلى شيخوخة الدماغ وتراجع وظيفته بحوالي 10 سنوات مقارنة بشخص لم يصب بكورونا.
ومن المعروف أن الوظائف الإدراكية تتراجع مع التقدم في العمر، وما تعنيه الدراسة أن دماغ شخص أصيب بفيروس كورونا وعمره 40 عاما، ستتراجع وظائفه الدماغية بحيث يصبح مشابها لدماغ شخص عمره 50 عاما.
وشملت الدراسة أكثر من 84 ألف شخص في المملكة المتحدة قالوا إنهم تعافوا من حالة مشتبه بها أو مؤكدة لكوفيد-19، وقاموا بتعبئة استبيان يقيس مهارات التفكير لديهم.
ووجد الباحثون أن المشاركين الذين قالوا إنهم مصابون بكوفيد-19 كان أداؤهم في الاختبارات المعرفية أسوأ من أولئك في مجموعة التحكم، أي الذين لم يصابوا بكورونا، وكان الرابط قويا بشكل خاص بالنسبة لأولئك المصابين بحالات حادة من كوفيد-19.
وكتب الباحثون أن المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 70 عاما، والذين تم نقلهم إلى المستشفى، ووضعوا جهاز التنفس الصناعي للمساعدة في التنفس، تدهورت مهارات التفكير لديهم إلى مستوى شخص أكبر 10 سنوات في المتوسط.
وكتب الباحثون "تقدم تحليلاتنا أدلة لدعم الفرضية القائلة بأن عدوى كوفيد-19 من المحتمل أن يكون لها عواقب على الوظيفة المعرفية للدماغ، والتي تستمر خلال مرحلة التعافي. تفاوتت أوجه العجز الملحوظة مع شدة أعراض الجهاز التنفسي".
وأضافوا أن الأفراد الذين تعافوا من حالة كوفيد-19 المشتبه بها أو المؤكدة يكون أداؤهم أسوأ في الاختبارات المعرفية في مجالات متعددة مما هو متوقع بالنظر إلى أعمارهم، ويتفاقم هذا العجز مع شدة الأعراض.
الدراسة الحديثة لم تقدم تفسيرا لهذا التراجع في وظائف الدماغ؛ لكن دراسة نشرت الشهر الماضي ونقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، قالت إن أوجاع الرأس والشعور بالتشوش وحتى الهذيان، الذين يعاني منهم بعض مرضى كوفيد-19، قد يكونون نتيجة مهاجمة فيروس كورونا المستجد الدماغ بشكل مباشر.
وبحسب الدراسة التي قادها أكيكو إيواساكي، عالم المناعة في جامعة ييل الأميركية، فإن الفيروس قادر على التكاثر داخل الدماغ، كما أن وجوده يحرم خلايا الدماغ القريبة من الأكسجين.
اختراق الحاجز
ولن يكون الأمر صادما تماما إذا تبين أن فيروس كورونا المستجد (واسمه العلمي سارس كوف 2) قادر على اختراق الحاجز بين الدم والدماغ، وهي بنية تحيط بالأوعية الدموية في الدماغ، وتحاول منع السموم والمواد الغريبة في الدم من دخول الدماغ.
فعلى سبيل المثال، يقوم فيروس زيكا بالأمر ذاته، فيؤدي إلى تلف كبير في أدمغة الأجنة.
وقام إيواساكي وزملاؤه بإصابة أدمغة صغيرة نمت في المختبر تُعرف باسم عضيات الدماغ، وإصابة فئران بالعدوى، وفحص أنسجة مخ من مرضى توفوا بكوفيد-19.
في عضيات الدماغ، وجد الفريق البحثي أن فيروس "سارس كوف 2" قادر على إصابة الخلايا العصبية ثم السيطرة على الخلية العصبية ليتكاثر.
تسببت الخلايا المصابة بدورها في موت الخلايا المحيطة عن طريق خنق إمدادات الأكسجين إليها.
ووجد الفريق أن العضيات لديها ما يكفي من البروتين "إيه سي إي 2" (ACE2) لتسهيل دخول الفيروس، وكانت البروتينات موجودة أيضا في أنسجة دماغ المرضى المتوفين، وهذا البروتين يلتصق به فيروس كورونا، ويوجد بكثرة في أعضاء أخرى مثل الرئتين.
كما درس الفريق مجموعتين من الفئران، مجموعة عُدلت وراثيا بحيث تحتوي على مستقبلات "إيه سي إي 2" في رئتيها فقط، والأخرى في دماغها فقط.
أظهرت الفئران المصابة في رئتها بعض علامات الإصابة في الرئة، في حين أن الفئران المصابة في الدماغ فقدت الوزن بسرعة وماتت بسرعة، مما يشير إلى احتمال ارتفاع معدل الوفيات عند دخول الفيروس إلى الدماغ.
كما فحص الباحثون أدمغة 3 مرضى ماتوا من مضاعفات خطيرة مرتبطة بكوفيد-19، ووجدوا أدلة على الفيروس لدى الجميع بدرجات متفاوتة.