في كلمته في إحياء مراسم يوم العاشر من محرم
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن “سفينتنا الأولى قد أنجزت كل الترتيبات، وستُبحر خلال ساعات من ايران الى لبنان ببركة الحسين (ع)”، مؤكداً أن “هذه السفينة ستتبعها سفينة أخرى وسفن أخرى والمسألة ليست مسألة سفينة واحدة”. ولفت سيد المقاومة إلى أنه “أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت لأنها اولوية قصوى وترتبط بحياة الناس”.
وکالة الاذاعة و التلفزة الایرانیة للأنباء- لبنان
وفي كلمته في إحياء مراسم يوم العاشر من محرم الذي يقيمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، توجه السيد نصرالله للأمريكيين والاسرائيليين، معلناً أنه “منذ اللحظة الأولى التي ستبحر فيها السفينة الايرانية سنعتبرها أرضاً لبنانية”.
هذا وتوجه سيد المقاومة “بالشكر والتقدير الى الإمام الخامنئي والرئيس الايراني لوقوفهم الدائم الى جانب لبنان”، مشيراً إلى أنه “رغم الحصار والعقوبات على إيران والضغوط عليها فهي لم تتخل يوما عن حلفائها ولم تخذل أصدقاءها”، متابعاً أن “اليد المقطوعة للشهيد قاسم سليماني على أرض مطار العراق شاهدة على أن إيران لا تتخلى عن أصدقائها”. وأكد السيد “نحن لسنا أدوات عند أحد ولسنا عبيداً كما الآخرون عند أسيادهم”.
وأعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن الذكرى الأليمة لعاشوراء الامام الحسين (ع)، تشكل منطلقاً “لنحدد هدفنا ونجدد موقعنا على مستوى المنطقة وعلى مستوى لبنان”، موضحاً أن “رأس أولوياتنا هو مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ولبعض الأراضي العربية في سوريا ولبنان”. ودعا السيد نصرالله إلى “الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع المحاصر والقدس وفي الشتات، وإلى الوقوف إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه من النهر إلى البحر”.
وفي السياق، قال السيد “بتنا نتطلع إلى اليوم الذي سيغادر فيه الغزاة الصهاينة أرض فلسطين لأنها نهاية كل احتلال وغازٍ”، لافتاً إلى أنه “أمام التهديدات التي تواجه القدس والمقدسات نجدد دعوتنا إلى صنع معادلة إقليمية تحمي القدس والمقدسات، فحماية المقدسات مهمة كل محور المقاومة”. وتوجه سيد المقاومة بالشكر للفصائل العراقية على “إبداء استعدادها لحماية المقدسات في فلسطين”، مشيراً إلى أن “الصهاينة لديهم خشية كبيرة من مقاومة العراق ومن أي دور عراقي في حرب كبرى”. وهنا أعلن السيد نصرالله أن “تعاون قوى المقاومة بالمنطقة إلى جانب المقاومة في فلسطين سيجعل أمل تحرير فلسطين عظيماً”.
وتابع السيد نصرالله، قائلاً إنه “في عاشوراء الحسين (ع) من الطبيعي أن نكون في موقع الرفض لمشروع الهيمنة والتسلط الأميركي”، مؤكداً أن “أمريكا هي رأس الطغيان والظلم والاستعباد في العالم”. وفي السياق، أكد السيد أن تكون خيرات هذه المنطقة وكل ما فيها “حصرًا لشعوبها بعيدًا عن كل أشكال الهيمنة والنهب الاميركي”. وقال إنه “في العراق ببركة دماء الشهيدين القائدين أبو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني تقرر ان القوات الاميركية القتالية ستغادر ارض العراق من الآن حتى نهاية العام”، لافتاً إلى أنه “بعد الهزيمة الأميركية في أفغانستان تشخص العيون إلى الاحتلال الأميركي في العراق وسوريا”، ومضيفاً أن “القرار العراقي بمغادرة القوات العسكرية الأميركية للبلاد هو إنجاز عظيم”. ودعا السيد في الوقت نفسه العراقيين إلى أن يأخذوا بعين الاعتبار مسألة المستشارين والتدريب الأمريكي عبر النظر الى تجربة أفغانستان.
وهنا أكد أن “الذي يشكل ضمانًا للعراق في مواجهة أي تهديد هو الحشد الشعبي العراقي الذي أُسس على التقوى”، مضيفاً أن الأخير “كان من أعظم تجليات الاستجابة لفتوى المرجعية الدينية في النجف”. وأشار سيد المقاومة إلى وجوب “تعزيز الحشد الشعبي وتقويته والتمسك به لأنه جزء كبير من الضمانة للعراق”.
من جهة ثانية، تطرق الأمين العام لحزب الله إلى الاحتلال الأميركي لمناطق في الشمال السوري، قائلاً إن “حجة الأميركيين في البقاء شمال سوريا هو المساعدة على محاربة داعش وهي واهية وادعاء كاذب”، مؤكداً أن “حكومات المنطقة كفيلة بإنهاء ظاهرة داعش ولا تحتاج إلى أي مساعدة أميركية”. ولفت السيد نصرالله إلى أن “القوات الأميركية تسهل تطوير داعش وتساعده على الانتقال من منطقة إلى أخرى”، معلناً أن “على القوات الأميركية مغادرة شرق الفرات”، إذ أن “هدف تواجدها هو سرقة النفط السوري”. وهنا أكد أن “مصير المحتلين الأميركيين في سوريا هو المغادرة لتعود الأرض إلى سوريا وكذلك نفطها”.
هذا وتطرق السيد إلى الحرب العدوانية الأميركية السعودية على اليمن، مؤكداً أنه “يجب أن تتوقف وهم لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم”. كما جدد السيد دعم المقاومة في لبنان “شعب البحرين المضطهد، الذي يُزج بعلمائه في السجون هذا الشعب الحاضر دائمًا لنصرة فلسطين”، مؤكداً “للصديق والعدو قوة المقاومة في لبنان وقدرتها وصلابتها، ولن يتمكن أحد من المس بها”.
وفي الملف الداخلي، أكد السيد أنه “نحن مؤمنون أكثر من أي وقت مضى بصوابية قرارنا وبالمقاومة وباقترابنا من النصر”، لافتاً إلى أنه “هناك من يحاول في الداخل والخارج تحميلنا مسؤولية الإخفاق في تأليف الحكومة وهذا غير صحيح”. وقال “نحن كبقية اللبنانيين ننتظر ونترقب بكل أمل ما ستكشف عنه اللقاءات المتواصلة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف”. من جهة ثانية، أكد السيد أن “إيران لم تتدخل أبداً في تـأليف أي حكومة في لبنان أو تعطيلها بل هناك أطراف خارجية تقوم بذلك”.
هذا وشدد سيد المقاومة أنه “يجب متابعة الأوضاع المعيشية في لبنان بجدية وبحزم وعزم”، لافتاً إلى “عثور القوى الأمنية على ملايين الليترات من البنزين والمازوت يؤكد أنّ الأزمة مفتعلة”، مضيفاً أنه “كان يمكن معالجة الأزمة لو بادرت السلطة منذ البداية إلى حلها بحزم وعزم”. وتساءل السيد “هل تصرف السلطة هو سوء تدبير أم فعل متعمد لتيأيس اللبنانيين؟”، مؤكداً أنه “يجب على الدولة والقوى الأمنية أن تزج بالمحتكرين البشعين في السجون حتى يتوقف هذا الإذلال”، وأنه “يجب علينا تقدير تضحيات الجيش اللبناني والقوى الأمنية من أجل تخفيف معاناة اللبنانيين”، محذراً من أنه “لا يخطئن أحد أن يدخل في تحد معنا، لأن الأمر بات مرتبطاً بعزة شعبنا ونرفض أن يُذل هذا الشعب”. وفي السياق، أكد السيد أن “أي اعتداء على الجيش اللبناني هو أمر مدان ومعيب”.
وقال سيد المقاومة أن “الزعران” الذين يعتدون على الناس “هم غوغائيون لا يمتون بأي صلة إلى شعبنا”، لافتاً إلى أن “الصواب هو أن تقوم الدولة بمسؤوليتها وأن نساعدها على ذلك رغم غضبنا”، موضحاً أنه “لا يستطيع أن يقوى علينا أحد ومن الخطأ أن ندفع باتجاه تصرفات غير صائبة”. وفي السياق، رأى السيد أن “ذهاب حزبيين إلى معالجة الأمور ينطبق عليه قول معالجة الفاسد بما هو أفسد”، موضحاً أن “ما يجري على بلدنا هو حرب اقتصادية تخدم “اسرائيل””. وهنا لفت سيد المقاومة إلى أن “السفارة الأميركية تدير الحرب الاقتصادية والإعلامية على لبنان وتقف وراء التحريض”، موضحاً أن هذه السفارة “ليست تمثيلاً دبلوماسياً بل هي سفارة تواطؤ على الشعب اللبناني”. وتوجه لهذه السفارة بالقول “ستفشل كما فشلت في السابق”، مضيفاً “أقول لمن يعتمد على الأميركيين وسفارتهم في بيروت أن يأخذوا تجربة أفغانستان بعين الاعتبار”، متابعاً “كلابهم البوليسية الموضوعة لحمايتهم هي أقرب إليهم منكم”.
وأكد السيد أن “خيار اللبنانيين الوحيد هو التلاقي والتعاون من أجل ان نُنقذ بلدنا”، خاتماً بالقول “نستمد العزم والارادة ومواصلة الطريق من الحسين عليه السلام واصحابه وشهداء كربلاء، نحن أهل الشهادة وحين نكون في أي معركة لا نترك إسلامنا ولا قضيتنا ولا مقدساتنا ولا أمتنا”.