وفی لقاء خاص على قناة المسیرة، مساء الثلاثاء، قال زیاد النخالة: "الشعب الیمنی یحقق إنجازات کبیرة فی التصدی للعدوان، ونرى الیوم أن أقطاب العدوان یستجدون وقفا لإطلاق النار".
وأضاف: "ننظر بفخر کبیر إلى صمود وإنجازات الشعب الیمنی فی التصدی للعدوان"، مشیدا بما سجله الشعب الیمنی من صمود بارز وواضح رغم الحصار، وتحوله إلى موقع الرد وتحقیق الانتصارات.
واعتبر النخالة أن الحرب على الیمن فاقدة للشرعیة ولا مبرر لها إطلاقا، واصفا أنها: "عبارة عن بغی سعودی تجاه الیمن تحت شعارات باطلة لا حقیقة لها".
ولفت بقوله: "للأسف رأینا التآمر العربی على الشعب الیمنی تحت عناوین واهیة فی حین أن الشعب الیمنی هو أصل العرب"، مشیرا إلى أن "قوى العدوان ارتکبت جرائم کبیرة على مدى ۶ سنوات دون أن یحاسبها أحد".
کما أکد الأمین العام لحرکة الجهاد الإسلامی أن "القیادة الیمنیة هی الأکفأ بحکمتها على إدارة المعرکة والمیدان یشهد بذلک"، معتبرا أن "ما تقدمه السعودیة تجاه الیمن لیس مبادرة لأنها ترید الذهاب لوقف إطلاق النار مع استمرار الحصار ومفاقمة معاناة الشعب الیمنی".
علاقة الیمن بفلسطین:
وحول علاقة الیمن بفلسطین، قال النخالة: "الیمن توأم فلسطین فی المقاومة والصمود، وهی التی تقف دائما إلى جانب المقاومة الفلسطینیة فی الکلمة والموقف".
وأشاد بـ "الموقف الیمنی الواضح فی مسیرات التضامن مع فلسطین"، واصفا ذلک بأنه: "لا مثیل له فی شعوب المنطقة وهذا مبعث فخر لنا".
وأضاف: "الیمن رغم الحصار ساعدت الشعب الفلسطینی فی قطاع غزة المحاصر، وتحتضن شریحة واسعة من الفلسطینیین فی الیمن، وتعاملهم کما تعامل الیمنیین"، موضحا بقوله: "نتابع الجالیة الفلسطینیة فی الیمن ونلمس حجم المسؤولیة التی تتحملها الیمن تجاه الفلسطینیین هناک".
ودعا النخالة العرب لأخذ العبرة مما حصل فی الیمن وأن یتوقفوا عن العدوان، لافتا بقوله: "کنا نتمنى لو أتت (عاصفة الحزم) لتدافع عن الشعب الفلسطینی ولیس لتعتدی على الشعب الیمنی".
وتابع: "العرب ترکوا شعبنا وحیدا تحت القصف والحصار، ثم شنوا عدوانا على الشعب الیمنی العربی الذی وقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطینی".
ورأى النخالة أن الیمنیین الذی یقفون مع فلسطین رغم الحرب والحصار، سیکون موقفهم بعد الانتصار "ممتدا للوصول إلى النصر النهائی على المشروع الإسرائیلی" حسب تعبیره.
الأنظمة العربیة والتطبیع.. والمشروع الصهیونی:
وفیما یخص التطبیع، قال أمین حرکة الجهاد الإسلامی: "بعض الأنظمة العربیة تنفذ السیاسات الأمریکیة للأسف واتضح لاحقا تنفیذهم للسیاسات الصهیونیة عبر التطبیع"، معتبرا أن "الهجمة التکفیریة على سوریا والعدوان على الیمن یؤکدان وجود هجمة على المنطقة العربیة تقف خلفها أمریکا بهدف تحطیمها وتعزیز المشروع الصهیونی".
وأشار إلى أن الهجمة الأمریکیة تهدف إلى تدمیر القوى العربیة التی تقف إلى جانب الشعب الفلسطینی لصالح المشروع الصهیونی، مؤکدا أن الشعوب العربیة تدرک أن الشعب الفلسطینی ترک وحیدا فی مواجهة الاحتلال الإسرائیلی فی الضفة وغزة.
وأوضح النخالة أن الأنظمة العربیة ترید الدفع بالشعب الفلسطینی للاستسلام وعقد اتفاقیات مع کیان العدو، لافتا إلى أن "اتفاق أوسلو مشروع إسرائیلی وقع علیه الفلسطینیون ونتیجته أن یصبح الشعب الفلسطینی جالیة تحت السیطرة الإسرائیلیة".
وأکد أن "المبادرة العربیة للسلام" أخطر من وعد بلفور لأنها اعتراف عربی بالمشروع الصهیونی على أرض فلسطین، مشیرا إلى أن الأنظمة العربیة ترید أن یصبح المشروع الصهیونی أمرا واقعا وأن یسلم به الشعب الفلسطینی والشعوب العربیة.
کما أشار النخالة إلى أن "کیان العدو لا یحتاج أموال الإمارات، لکن الإمارات تتذلل للعدو وتتقرب منه عبر دفع هذه الأموال"، معلقا على ذلک بقوله: "العبید یحاولون أن یمتثلوا لأسیادهم وهذا ما نراه فی حالة التذلل الإماراتی للعدو الإسرائیلی وللإدارة الأمریکیة".
وأضاف: "العرب یقدمون مساعدات عینیة فقط للشعب الفلسطینی کان منها أکیاس نایلون لننقل فیها الشهداء، إضافة لبعض المواد الغذائیة على استحیاء وکلها تدخل بموافقة العدو الإسرائیلی".
إیران وفلسطین:
واعتبر زیاد النخالة أن الهجمة التی تتعرض لها إیران سببها وقوفها فی وجه المشروع الصهیونی وإلى جانب الشعب الفلسطینی، مؤکدا أن إیران تقدم نموذجا فی التضامن مع الشعوب المستضعفة والمظلومة فی المنطقة.
وأوضح بقوله: "فی عهد الشاه کان کل العرب منفتحون على إیران وکانت منفتحة على کیان العدو، ونشأ الخلاف مع إیران بسبب موقفها بعد الثورة الإسلامیة تجاه أمریکا وإسرائیل".
وتساءل: "ما الضرر إن کانت إیران تساند فلسطین والیمن فی مواجهة آلة القتل الأمریکیة والإسرائیلیة؟ "، لافتا إلى أن السعودیة تدفع ملیارات الدولارات ثمن أسلحة لتقتل وتحاصر الشعب الیمنی فی حین أنها ترفض مساعدة الشعب الفلسطینی ولو بالقلیل.
الانتخابات الفلسطینیة.. مستقبل الصراع مع العدو:
وفیما یتعلق بشأن الداخلی الفلسطینی، قال النخالة: "رغم ما یتم الحدیث عنه عن الذهاب للانتخابات والمجلس التشریعی وغیره یجب أن یعلم الناس أننا لا زلنا تحت الاحتلال"، واصفا الانتخابات الفلسطینیة بقوله: "یمکن التعبیر عنها بأنها ممارسة حیاة داخل معتقل کبیر".
وأضاف: "نحن لا ننخرط فی أوهام"، مؤکدا أن "الوضع الطبیعی لشعب تحت الاحتلال هو المقاومة ولیس التعایش مع محتله".
ورأى أمین حرکة الجهاد الإسلامی أن حماس وفتح لن یتمکنا من تشکیل حکومة وحدة وطنیة بعد الانتخابات، حسب اعتقاده، مشیرا إلى أن "المعادلة الدولیة لا ترید إیجاد دولة لفلسطین حتى فی الضفة وغزة، وخیارنا یجب أن یکون الصمود والقتال وإن کنا قلة".
وتابع: "لا یمکن بأی حال من الأحوال أن نسلم کشعب فلسطینی بأن یکون المشروع الصهیونی قائما على أرضنا"، مشددا بقوله: "صراعنا مع العدو صراع تاریخ ودین وصراع مستقبل الأمة".
وأکد النخالة أن "فلسطین أرض الرباط ومن بقی فیها یجب أن یبقى مرابطا حتى یوم القیامة ویجب أن نقاتل کی لا یستقر المشروع الصهیونی فی منطقتنا".
وفی جوابه على سؤال فی ختام اللقاء حول محور المقاومة، أکد أمین عام حرکة الجهاد الإسلامی أن "محور المقاومة متماسک فی الرؤیة والموقف، وستنمو قدراته مع الوقت".