وقال السید عبدالملک فی کلمة لهُ بمناسبة الیوم الوطنی للصمود، الیوم الخمیس، إن "الیوم الوطنی للصمود مناسبة جدیرة بالاهتمام والاستفادة منها کمحطة سنویة معطاءة ومفیدة".
وأضاف السید "نتوجه إلى الله بالشکر فلولا تأییده لما تمکن شعبنا من الصمود کل هذه الأعوام مقابل إمکانات العدوان".
وأشار إلى أن العدوان منذ بدایته فی منتصف اللیل قبل ستة أعوام کانت بصمته الجریمة وسمته الغدر، لافتًا إلى أن الحالة القائمة بین الیمن وجار السوء کانت وفق اتفاقات سابقة وحالة سلام ولم یصدر من الیمن ما یبرر للإمارات وغیرها أن تشارک فی العدوان.
وأکد السید أن الإجرام طابع لهذا العدوان منذ الجریمة الأولى بحق المدنیین فی العاصمة صنعاء.
وأوضح السید عبدالملک أنهُ لولا الإعلان وتبنی العدوان لبقی سؤال "من هو الطرف الذی نفذ العدوان" دون جواب وهذا شاهد على أن شعبنا بریء وأنه المظلوم، مبینا أن إعلان العدوان عبر سعودی من واشنطن کشف هویة منفذ العدوان ومن یقف وراءه وأن السعودی من واشنطن تبنى العدوان وأنه یقود التحالف لیتجلى أنه منفذ تحت إشراف أمریکی.
وقال السید إن "الإسرائیلی والبریطانی کانا إلى جانب کبیرهم الأمریکی فی استهداف الیمن"، مضیفًا "ما قبل العدوان کان هناک تحریض للعدو الإسرائیلی على الیمن، ونتنیاهو کان على رأس المحرضین ضد ثورة الشعب الیمنی".
وتابع أن "العدو الإسرائیلی لا یعبر عن انزعاجه دون أن یتجه للعمل بشکل عدائی"، مردفًا أن "الإسرائیلی الأمریکی والبریطانی" لکی یتفادى ثلاثتهم الکلفة والتبعات اختاروا السعودی والإماراتی للتنفیذ".
وأوضح أن المنفذ للعدوان هو السعودی بشکل رئیسی ومعه الإماراتی والبقیة مستأجرون وارتباط وتبعیة السعودی والإماراتی بالأمریکی فی کل الملفات المنطقة هو أبرز عامل فی انخراطهم فی دور المنفذ للعدوان.
وبین السید عبدالملک بدرالدین الحوثی أن اعتماد السعودی والإماراتی وبثقة عمیاء على التقدیرات والتقاریر الاستخباراتیة الأمریکیة الصهیونیة فی تحدید العدو والمخاطر جعلتهم یبنون علیها قرارات خاطئة، موضحًا أن الطموحات المراهقة فی لعب دور الوکیل الحصری لأمریکا دفعت بالسعودی والإماراتی لاستبساط المهمة فی الیمن وتوقع نجاها بسرعة وأن کل التصورات السعودیة والإماراتیة کانت خاطئة وإلى الآن لم یعتبرا رغم تجلی کل شیء.
وقال السید إن "البطاقة التعریفیة للعدوان (عدوان تشرف علیه أمریکا ولإسرائیل وبریطانیا دور معین، تنفذه السعودیة والإمارات، وتستأجر جیوش وأنظمة وجماعات) وأن السعودیة تحاول فی بعض المحطات تقدیم بطاقة مختلفة لهذه الحرب على أنها مشاکل واحتراب بین أطراف یمنیة".
وأضاف "عندما یکون تحالف العدوان فی مأزق أخلاقی ومیدانی وسیاسی یأتی من الأمم المتحدة خطاب نحو الیمنیین بوقف الاقتتال بینهم؟! ".
وأردف قائلًا إن "المتورطون فی خیانة البلد هم تحت إمرة السعودی ولا یمتلکون أی صلاحیات وهم یقرون بذلک وأن کل من یعمل معهم فی المحافظات المحتلة بمختلف صفاتهم یخضع لأبسط ضابط سعودی کما یجری فی مأرب".
وتابع السید عبدالملک أن "المطارات والموانئ والمراکز الحیویة فی المحافظات المحتلة تقع تحت سیطرة مباشرة من قبل السعودی والإماراتی".
وأوضح السید أن العدو استهان بالمقدسات بعد تدمیر ۱۴۰۰ مسجد بما فیها من مصلین ومصاحف فی مناطق بعیدة عن الاشتباک.
وتساءل السید "هل یمکن أن یکون الاستهداف للمدارس والطلاب وما له علاقة بالعملیة التعلیمیة لهدف مشروع؟! أم لتعطیل العملیة التعلیمیة؟ ".
وقال "لا یوجد ما یشرعن أو یبرر استهداف المئات من المستشفیات والمراکز الصحیة بشکل مباشر ومتعمد"، متسائلًا" من یستهدف کل المؤسسات الخدمیة للشعب هل یمکن أن یفعل ذلک من یرید خیرا ودولةً لهذا الشعب؟! ".
وأکد السید من تضرر من الاستهداف والتدمیر للبلد لیس حزبا أو مکونا معینا بل الشعب بأکمله، مبینا أن العدوانیة والتلذذ بمعاناة الشعب هی کانت بهدف کسر إرادته.
وأضاف أن "استهداف العدو للأسواق کان بهدف قتل أکبر عدد ممکن من الناس، ولتعطیل حیاتهم وأن تحالف العدوان استهدف الصیادین بالقتل أو الاختطاف حتى أصبحت عملیة الصید مغامرة للصیادین".
وبین السید عبدالملک أن قوى العدوان استهدفت مختلف المصانع سواء مواد البناء وحتى المواد الغذائیة إضافة لمحطات الوقود وذلک بهدف إلحاق الضرر بالاقتصاد الوطنی.
وأردف قائلًا "من الغریب أن قوى العدوان استهدفت حتى مرکز الرصد الزلزالی واستهدفت اسطبلات الخیول والحیوانات بمختلف أنواعها"، مؤکدًا أنهُ لا یمکن أن تکون کل هذه الجرائم مجرد أخطاء أو تصرفات فردیة فقوى العدوان تمتلک کل التقنیات التی تحدد لها الأهداف بوضوح".
وقال السید عبدالملک بدرالدین الحوثی إن "الغزو البری واحتلال مناطق واسعة من الیمن جریمة تنتهک سیادة البلد إضافة لما تبعها من جرائم فی المناطق المحتلة بحق أبناء شعبنا".
وأضاف "من أخطر أشکال الاستهداف سعی تحالف العدوان لتفکیک شعبنا وتقسیمه تحت مختلف العناوین العنصریة والطائفیة".
وتابع أن "أبناء الیمن هم الأعظم وفاءً فی أن یکونوا فداءً لبیت الله الحرام، وأبناء شعبنا بقوا الأوفیاء مع المسجد الأقصى الذی باعه الأعراب وقدموه فی المساومات السیاسیة".
وأوضح أن تحالف العدوان ومرتزقته یعملون على إثارة النعرات الطائفیة والعنصریة والمناطقیة للتفریق بین أبناء شعبنا".
وأردف قائلًا إن"جریمة الحصار الشامل هی من أفظع ما یرتکبه تحالف العدوان من جرائم فی استهدافه لشعبنا والعدو یعمل عبر الحصار على منع وإعاقة وصول المواد الغذائیة إلا بعد تأخیر وتحمل غرامات وتکالیف کبیرة وأن تحالف العدوان عمل على منع وصول المواد الطبیة إلى الیمن إلا بعد تأخیر کبیر وبأسعار باهظة، ومنع المرضى من السفر للعلاج إلا فی حالات نادرة وبعناء کبیر".
وأضاف أن "تحالف العدوان یرید عبر حصاره أن یزید معاناة شعبنا فی مختلف المحافظات ویمنع ویعیق وصول المشتقات النفطیة إلا بعد تأخیر کبیر وعناء شدید وظروف تسبب معاناة لشعبنا فی مختلف المجالات".
وقال إن "راحة قوى العدوان أصبحت بمعاناة شعبنا وعذاباته وآلامه، فهل یمکن أن یقال عنهم أنهم یریدون الخیر للیمن؟ ".
وأوضح أن المؤامرة على البنک المرکزی هدفها اتخاذ کل التدابیر التی تضر بالعملیة التجاریة وبالعملة وتعطیل وصول الإیرادات إلى البنک المرکزی فی صنعاء.
وأکد السید عبدالملک "نحن فی یمن الإیمان لا یمکن أن نستسلم للعدوان، ولهذا کان الصمود والتصدی له عنوان انطلاقة أحرار شعبنا وموقفنا الدفاعی فی مواجهة العدوان مشروع بکل الاعتبارات"، مضیفًا "نمتلک المشروعیة القرآنیة الإیمانیة فی موقفنا، فالتصدی للعدوان واجب دینی وإیمانی وأخلاقی وفی تصدینا للعدوان لا نحتاج إذنا من مجلس الأمن ولا من الأمم المتحدة ولا موافقة من الجامعة العبریة ولا إذنًا من الدول الأوروبیة ولا من أی طرف فی هذه الدنیا".
وذکر السید "هم الذین هاجمونا وقتلوا الآلاف منا ابتداءً، ونحن لا ننتظر الإذن لنقوم بواجبنا المقدس من أی عاصمة أو سفارة أو مجلس أو من الشرق أو من الغرب ونحن ظُلمنا بغیر حق، واعتدوا علینا بغیر حق، وجاؤوا من أقاصی الأرض لاحتلال بلدنا".
وأکد "لا نبالی بأحد یطلب منا أن نخنع ونستسلم أمام وحشیة الأعداء، وتحرکنا کشعب یمنی من کل المکونات والفئات للتصدی للعدوان".
وقال السید القائد "فی المیدان قُدمت أروع أمثلة الصمود والاستبسال فی التصدی للعدوان"، مضیفًا "مع الحصار الشدید اتجه أحرار شعبنا إلى مسار التصنیع العسکری من الکلاشنکوف إلى الصواریخ البالستیة والمجنحة والطائرات المسیرة وهذا إنجاز استراتیجی.
واستطرد قائلاً: "شعبنا تمکن من توجیه الضربات إلى عمق تحالف العدوان وأصبحت هذه الضربات مصدر إزعاج کبیر لهم وآلاف العملیات العسکریة بمختلف الأنواع والتخصصات ینفذها الجیش الیمنی بمساندة أبناء الشعب".
وأضاف "رأینا التحرک المستمر فی المجال الاقتصادی والتکافل الاجتماعی والتحرک المعبر عن حیویة الشعب فی المظاهرات والقوافل والمجال التوعوی والإعلامی".
وأشار إلى أن عطاء الشعب الیمنی الکبیر أول عناوینه قوافل الشهداء ومعاناة الجرحى والأسرى وما یقدمه المرابطون فی مختلف الجبهات، لافتًا إلى أن ثمرة صمود شعبنا أننا جسدنا مبادئنا وقیمنا وحفظنا حریتنا واستقلالنا وکرامتنا وحفظنا للأجیال القادمة مستقبلها وکذلک من ثمار الصمود النکایة الکبیرة فی الأعداء وتکبیدهم أکبر الخسائر ومعاناتهم الفشل والإخفاق المتکرر.
وأکد السید عبدالملک بدرالدین الحوثی أن الصمود هو خیار شعبنا المبدئی والإنسانی والأخلاقی والإیمانی وأنه خیار مشروع لا نقاش فیه وطالما استمر العدوان والحصار فإن شعبنا مستمر فی التصدی له بکل إباء وعزم وجد.
ووجه السید نصحه لتحالف العدوان بالوقف الفوری للعدوان والحصار، فست سنوات کافیة لإثبات فشلهم وإخفاقهم وأنهُ بات واضحا ألا أفق لتحالف العدوان إلا المزید من الفشل والإجرام.
وأکد السید أن الجاهزیة للسلام المشرف الذی لیس فیه مقایضة بحق شعبنا فی الحریة والاستقلال أو بحقوقه المشروعة.
وکشف السید أن الأمریکیین والسعودیین وبعض الدول إقناعنا بمقایضة الملف الإنسانی باتفاقیات عسکریة وسیاسیة ونحن لا یمکن أن نوافق على ذلک، مشیرًا إلى أن وصول المشتقات النفطیة والمواد الغذائیة والطبیة والأساسیة استحقاق إنسانی وقانونی لا یمکن أن یکون فی مقابل ابتزاز بشروط عسکریة وسیاسیة.
وقال "لو قبلنا باستغلال الملفات الإنسانیة عسکریا وسیاسیا لکانت خیانة لشعبنا، وکان اعتمد العدو على تبریر إعاقته لوصول الحاجات الإنسانیة بحصول أی اشتباک میدانی.
وأضاف السید أن "الطریق إلى السلام واضح، أوقفوا عدوانکم وفکوا حصارکم وأنهوا احتلالکم لمحافظاتنا.
وأبدأ السید الاستعداد للسلام لکن لا یمکن أن نقایض بحق شعبنا فی الحریة والاستقلال والکرامة ولا بحقوقه المشروعة فی وصول المشتقات النفطیة والحاجات الإنسانیة.
ولفت إلى أن شعبنا متمسک بمواقفه المبدئیة الإیمانیة تجاه قضایا أمته وفی مقدمتها القضیة الفلسطینیة واستنکار العمالة والموالاة للعدو الإسرائیلی تحت مسمى التطبیع، مشیرًا إلى أن حرکة موالاة العدو الإسرائیلی تحت مسمى التطبیع مدانة لأنها تستهدف کل أبناء المنطقة، وتحاول جعل کیان العدو طرفا فی کل قضایا الأمة.
وأکد السید أن الشعب الیمنی متمسک بموقفه المبدئی فی التصدی لکل مساعی التفرقة والفتنة بین أبناء الأمة، ونعتبر الأخوة الإسلامیة مبدأ دینیا والتزاما إیمانیا.
وقال إن "مسارات عمل شعبنا فی کل المجالات مستمرة، ویجب أن نسعى لتحویل التحدی إلى فرصة ویجب أن تتظافر الجهود رسمیا وشعبیا لتعزیز کل عوامل الصمود والتوجه نحو البناء والتطویر فی مختلف المجالات بالترکیز على الإنتاج المحلی والقطاع الزراعی والتصنیع فی البلد".
وأضاف "سنسعى بشکل مستمر لتطهیر وإصلاح مؤسسات الدولة للقیام بواجباتها تجاه الشعب وهذه المسؤولیة کبیرة ومعقدة بسبب آثار النظام السابق".
وحث السید العنایة بالتکافل الاجتماعی ویجب أن تستمر بشکل أکبر وسنسعى إلى تنظیمها بشکل أفضل.
ودعا العنایة بإخراج الزکاة لأن لها إسهامًا کبیرًا فی سد معاناة الفقراء والمحتاجین.
کما دعا للمشارکة الفاعلة والقویة فی مسیرات الیوم الوطنی للصمود غدا الجمعة، مؤکدًا أن مظاهرات شعبنا من أبرز الشواهد على حیویته وفعالیته وتصمیمه وقراره الحازم فی التصدی للعدوان.
وتوجه السید بالشکر للذین وقفوا إلى جانب شعبنا فی مظلومیته من دول فی مقدمتها الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والمواقف الإنسانیة الإیجابیة مثل سلطنة عمان وکذلک من أبناء أمتنا على رأسهم حزب الله وأمینه العام السید حسن نصرالله ولکل الذین نصروا شعبنا فی مظلومیته.
واختتم السید عبدالملک بدرالدین الحوثی خطابه التاریخی بالقول "قادمون فی العام السابع من موقع متقدم على مستوى التصنیع العسکری والتقدم المیدانی والوعی الشعبی والزخم العسکری والإنجاز الأمنی والصمود الاقتصادی والثبات السیاسی والالتزام بالموقف الإیمانی بلا تراجع ولا یأس ولا إحباط، متقدمون إلى الأمام لإنجازات أکبر وانتصارات أعظم ونجاحات أکثر وثبات أقوى بإذن الله".