قال قائد الثورة الإسلامیة، الإمام الخامنئی، فی لقاء متلفز مع أهالی محافظة أذربیجان الشرقیة الیوم (الأربعاء ۱۷/۲/۲۰۲۱) إنّ الطرف المقابل فی الاتفاق یُطلق کثیراً من الکلام والوعود، لکنْ هذه المرّة المهم للجمهوریة الإسلامیة هو العمل، مضیفاً: «لقد أعلنّا سیاسات الجمهوریة الإسلامیة بشأن الاتفاق النووی بصورة مطلقة. أکتفی الیوم بقول هذه الکلمة: لقد سمعنا کثیراً من الکلام والوعود الجیّدة التی نُقضت عملیاً وعُمل عکسها. الکلام غیر مُجدٍ. الوعود غیر مجدیة. هذه المرة بالعمل فقط! العمل! إذا رأت الجمهوریة الإسلامیة عمل الطرف المقابل، ستعمل [بالتزاماتها]». وأردف سماحته: «الجمهوریة الإسلامیة لن تقتنع هذه المرة بالکلام والوعود وأننا سوف نفعل هذا وذاک! لن یتکرر ما حدث سابقا».
وأشار الإمام الخامنئی إلى «عداوة القوى العظمى منذ بدایة انتصار الثورة الإسلامیة»، قائلاً: «منذ بدایة الثورة، تشکّلت جبهة من القوى العظمى، أی الاتحاد السوفییتی إلى جانب أمریکا والقوى الأوروبیة وأتباع القوى العظمى والرجعیین فی المنطقة، ضد الجمهوریة والثورة الإسلامیة». وأضاف: «سبب هذه العداوة حصراً أنّ النظام الإسلامی رفض قواعد نظام الهیمنة. ماذا یعنی نظام الهیمنة؟ یعنی تقسیم العالم إلى القسم المُهیمِن والقسم المُهیمَن علیه. یجب أن یکون المُهیمن هو المتسلّط بکلٍّ من سیاسته وثقافته واقتصاده، وعلى المتقبّل للهیمنة أن یستسلم للمُهیمِن!». فی المقابل، «رفضت الجمهوریة والثورة الإسلامیة هذا النظام وقواعده التی کانت شریان الحیاة للاستکبار، فوقف هؤلاء ضد الجمهوریة الإسلامیة. جوهر القضیة أنّ هذا النظام الإسلامی لیس على استعداد أن یکون شریکاً مع نظام الهیمنة العالمی وأن یرافقه فی الهیمنة والتبعیة. النظام الإسلامی صامدٌ ویعارض الظلم والهیمنة».
فی ضوء ذلک، رأى سماحته أنّ العدو الرئیسی للهیمنة هو القواعد الفکریة الإسلامیة، موضحاً: «هذا الأساس مأخوذ من الإسلام وموضّحٌ بطریقة مفصّلة فی خطابات الإمام [الخمینی]. یجب على الطاقات الفکریة للنظام الإسلامی أن تُضفی رونقاً على هذا الأساس الفکری یوماً بعد یوم».
فی جزء آخر من خطابه، أشار الإمام الخامنئی إلى إنجازات الثورة الإسلامیة، قائلاً: «استطاعت الثورة أن تحوّل وجه إیران من دولة متخلّفة علمیاً سیاسیاً، وطُفیلیة أمام سیاسات القوى العظمى، وتابعة من الناحیة الاقتصادیة ویسیطر علیها قوى عظمى مثل أمریکا وبریطانیا، استطاعت أن تحوّل هذا الوجه إلى دولة حرة مستقلة عزیزة، وذات إنجازات علمیة کبیرة فی التخصصات الحیویة»، مضیفاً: «الیوم فی المجالات المهمة توجد إیران بین خمس دول فی العالم أو ست، أو على الأکثر عشر دول... تُعدّ هذه المجالات مهمة للغایة». کما ذکر سماحته دور الشعب فی حکم البلاد بعد الثورة: «الثورة الإسلامیة غیّرت إدارة البلاد من حکومة مستبدّة وملَکیة وفردیة إلى حکومة شعبیة وجمهوریة، وسیادة شعبیة. الحاکم الیوم لمصیر الشعب الإیرانی هو الشعب نفسه. الناس هم الذین یختارون. قد یکون اختیارهم سیّئاً لکن هم من یختارون. هذه مسألة مهمة للغایة. لم یکن هذا الحق متاحاً فی تلک الأیام وکانت البلاد استبدادیة وکل شیء فی یدهم (الحُکّام)».
أیضاً، لفت قائد الثورة الإسلامیة إلى تعزیز القوات العسکریة والدفاعیة للبلاد بعد الثورة الإسلامیة، فقال: «لم تتمکّن إیران من الصمود خلال الحرب العالمیة الثانیة أمام بعض الهجمات البریطانیة وغیر البریطانیة لساعات. (بعد الثورة) حاربت جمیع القوى فی العالم، أی أمریکا والاتحاد السوفییتی وفرنسا وبریطانیا وألمانیا... ضد إیران بأموال الدول الرجعیة وتحت اسم صدّام (حسین) حرباً دولیة بکل معنى الکلمة، وبعد ثمانی سنوات لم یستطیعوا فعل شیء، بل طُردوا خارج الحدود على ید القوات العسکریة والدفاعیة والشعبیة». وأردف سماحته: «الیوم، بحمد الله، قواتنا العسکریة سبقت ما کانت علیه فی ذلک الیوم بعشرات المرات. ونحن قوة إقلیمیة عظیمة من الناحیة الدفاعیة، وقوة قویة من الناحیة الدفاعیة فی النظرة الدولیة». وأضاف: «یجب علینا تعویض الإخفاقات والضعف بالإنجازات. العدو یقول عکس هذا. هو یُشیر إلى الإخفاقات ویقول: انظروا إلى الإخفاقات فقط، وانسوا الإنجازات، وتخلّوا عن مسار الثورة الإسلامیة».
فی موضوع الانتخابات، قال الإمام الخامنئی: «عندما یشارک الناس فی الانتخابات ویظهرون حماستهم الثوریة، فإن ذلک سیجلب الأمن إلى البلاد. هذا یصدّ الأعداء، ویقلل من طمع العدو. فکلما کانت الانتخابات أکثر حماسة وأتت بإقبال شعبی عند الناس، زادت آثارها وفوائدها على البلاد والناس أنفسهم»، مضیفاً: «الأعداء لا یریدون ذلک. ولذلک کلما اقتربت الانتخابات - فی جمیع الدورات، وقد أجرینا نحو ۴۰ عملیة انتخاب على مرّ هذه السنوات – یبدؤون (حملاتهم)، فأحیاناً یقولون إنه لا توجد حریة، وأحیاناً یقولون إن هناک تدخّلاً، وأحیاناً إنها (انتخابات) مُهندَسة... کل ذلک من أجل تثبیط عزیمة الناس عن المشارکة».